سؤال وجدتني أود الإجابة عليه بعد أن لاحظت أن الكثير ممن يكتبون في المنتديات يعانون من قلة الردود و يشعرون بالإحباط بسبب قلة الردود، و التفاعل مع كتاباتهم من باقي الأعضاء، و قد يشعر بعض المشرفين و مسئولي المنتديات أيضا بإحباط شديد و يحاولوا بكل السبل ان يدفعوا الكتاب للمشاركة بموضوعات جديدة و مثيرة، و ليس هذا فقط فعلى كل كاتب أيضا أن يشارك بردود و تعليقات في موضوعات زملائه، و المشرف و المسئول عن المنتدى يقتل نفسه كمدا من جراء التقصير الملحوظ في هذا الصدد.
و أذكر أنني قد قرأت موضوع هنا في منتدى لكاتبة تناقش هذا الموضوع و تهيب بالمشاركين في المنتدى بالمشاركة في موضوعات زملائهم.
و ربما لم أشارك أنا ذاتي في الرد على موضوعها و لكننى عندما وجدت الوقت كتبت هذا الموضوع و جعلته بعنوان مفرد حتى تصل الرسالة لعدد أكثر من القراء، لأنني أعرف أن إدراج الفكرة كرد على موضوع ربما لن يقرأها غير كاتب الموضوع، و أنا إذا أضع موضوعي هنا مفردا أعترف بالفضل لصاحبة الموضوع الأصلي نبض الشوارع في منتدى الجود أن الباعث على كتابة الموضوع كان موضوعها.
و فكرة أن الكاتب لا يرد إلا على من يكون مشرف في المنتدى أو مسئول في إدارة المنتدى، أو من يعرفهم و يعرفونه، أو
سبق أن كتبوا ردودا له و بالتالى أصبح من الواجب عليه أن يرد على موضوعاتهم حتى لا يقاطعوا موضوعاته
فهذا أمر يقع فيه الجميع
و مع اعتراف الجميع بالتقصير
فلا يمكننا إلا أن نلتمس الأعذار لنا و لهم
فالكتابة في ذاتها تحتاج لوقت.
و قراءة موضوعات الآخرين و استيعابها يحتاج لوقت.
ثم الرد اللائق كتابة و تصحيح يحتاج لوقت.
و بالتالى نجد أ،نفسنا بالفعل وقعنا في شرك التقصير خاصة مع كثرة الموضوعات و تعددها.
و فكرة الردود السريعة كما أصطلح عليها في المنتديات نجد أنها عادة مليئة بأخطاء إملائية، و تكون فقط لزيادة عدد المشاركات، و تسجيل الحضور و المرور على الموضوع.
و على الرغم أن ما يأتي في باقي كلامي قد يبدو مخالفا لما ينادي به الجميع في كل المنتديات
فأرجو أن يأخذ الجميع وجهة نظري بهدوء.
و هو أن الكتاب في الصحف الورقية على سبيل المثال أو من يكتب كتاب سواء كان قصة، شعر أو بحث أو أى لون من ألوان الكتابة لا ينتظر الرد من كل من يقرأ له، فلا يمكن أن نتصور أن كل من اشترى جريدة أو كتاب سيرسل رد لمن نشر له مقال في الجريدة و أن الجريدة يجب عليها نشر هذه الردود، فالرد على مقال يكون من قبل كاتب آخر في مقال آخر و عادة ما يكون في جريدة أخرى أو كتاب آخر. هذا ما أصطلح عليه عبر تاريخ الكتابة.
و الكاتب يكتب و لا ينتظر الرد من الآخرين أن يستحسنوا أو يرفضوا فهو على سبيل المثال ليس كالمغني الذى يلقي أغنيته على المسرح و ينتظر رد الفعل من المستمعين.
و الكاتب لا ينتظر ان يرسل له كل من يقرأ كتاباته بردود و لكن الكاتب يعرف أن كتابه يلقى الرواج على سبيل المثال من خلال مبيعات كتابه و هو ما يعطي مؤشر لإقبال الناس على ما يكتب، و مع القراءة المجانية في الانترنت يمكن أن نقيس و إقبال الناس في المنتديات من خلال مؤشر عدد القراء، فأنا إذا كتبت موضوع فسأعرف أن هناك مئة شخص قد وصلتهم فكرتي و هذا في ذاته ما يسعى له الكاتب.
و تعليق القارئ بأنه قد أعجبه الموضوع أم لا فهذا شيء لا يجب أن يضعه الكاتب في ميزانه فهو يكتب لأنه يشعر أنه هو ذاته يحتاج للكتابة، و أن الإبداع كعملية المخاض و المبدع – الكاتب - هو الذى يحتاج لها و ليس المتلقي و بالتالى أنا أكتب و ألقي ما بداخلي فأشعر بالراحة و الاسترخاء، و بعدها لا إذا جاءت ردود على ما كتبت فأهلا و لكن إن لم تأت ردود فيكفيني أن أعرف أن هناك من قرؤوا لى، و هذا لا يكون من خلال العدادات الاليكترونية فقط التى تظهر في المنتديات أو المدونات أو المواقع، بل هو أمر بدهي و مفروغ منه فالانترنت مفتوحة و من المؤكد أن أفكاري و كتاباتي ستصل إلى الكثيرين إن لم يكن اليوم فستصل غدا أو بعد غد.
و هذا لا يعني أننا نصادر فرصة الرد من كل من يريد فالمواقع الآن أصبحت في الأغلب تعطي فرصة الرد حتى لو لم يكن منتدى و الرد سيصل للكاتب، و لكن دعونا لا نجعل كتابة الردود أمر شبه إجباري أو أن نتخذها مقياسا لنجاح المنتدى أو الإقبال على الموضوع.
ففكرة أن يبدو المنتدى مكتظ بالردود و أن فيه الكثير من الحركة و المرور على الموضوعات و أن هناك الكثير من الحراك في المنتدى و النقاش و الكلام قد تبدو صحية و لكنها في بعض الأحيان ليست خالصة لصالح الكتابة بل هناك الكثير من المواقع التى تلجأ لعمل أعضاء وهميين تملأ ساحات المنتدى بالكتابة و الرد و أحيانا الشجار بين أشخاص لا وجود لهم و كل هذا بهدف الترويج للمنتدى لأغراض قد تكون بعيدة ك البعد عن صالح الكتابة و من يكتبون في المنتدى، فهناك من يعمل ذلك ليبدو أن منتداه به أعضاء و به حوار للشعور بالفخر و منهم من يريد أن يعمل للمنتدى سمعة و شهرة لأنه سيقوم ببيعه بعد ذلك و كلما اشتهر اسم المنتدى كلما زاد السعر، و كلما بدا المنتدى مليء بالحوار و الحركة فسيكون لدى مالكه الفرصة لطلب سعر أعلى. و لا ننادي بالنظر لكل المنتديات و إدارتها بسوء نية و لكننا نذكر هذا الأمر حتى لا نجعل بعض المنتديات الأخرى تبدو مقياسا لنا و ننادي بنفس ما ينادون به، بينما هم لا يسعون لنفس ما نسعى له.
و فكرة أن المنتدى يكون مثل المدرسة و أن هناك مبتدئ أو ناشئ يحتاج للمساعدة ممن سبقوه في الخبرة فهذا أمر طيب يجب أن ننظر له بعناية، و محاولة إيجاد حل له، بأن يكون في المنتدى على سبيل المثال ساحة خاصة لموضوعات الناشئين أو المبتدئين في الكتابة يضعونها طلبا للتعليق عليها، و طلبا للدعم و النقد، الذى سيدخل له القارئ و هو يعرف أنه من الواجب عليه أن يقوم بالرد و النقد و التوجيه، و هذا لن يكون من كل القراء، بل من ذوي الخبرة كما قلنا و من سيضيفون لصاحب الموضوع بالنصح، و الإرشاد الذي يدعم و يصقل موهبته.
لأن الرد على كل الموضوعات التى يضعها كل أعضاء المنتدى أو أكثرهم أمر بالفعل صعب على أى منتسب لأي منتدى، و أقصد هنا الردود المفيدة التى تضيف شيء للكاتب، و لكن الرد بجملة سعدت كثيرا بالمرور على موضوعك، أو كلمة مشكوووووور، و الرسومات التى يتم عملها بالكلمات و غير ذلك فلا أظن ان هذا أمر يفيد الكاتب في شيء، و في نفس الوقت بعيد كل البعد عن فكرة إعطاء الخبرة و التعلم من خلال المنتدى.
و أخيرا على أى مشارك أو مسئول في أى عمل أن يعرف قيمة عامل الوقت فالوقت هو عامل أساسي في رواج و اشتهار أى شيء فى الدنيا، فأى نوع أو منتج من أو علامة تجارية تجد عملاءها بالاجتهاد و تقديم منتج جيد و لعامل الوقت تأثير في ذلك و المنتدى في ذاته مثل أى منتج يجب أن نضع عامل الوقت أمامنا فمع الوقت ستزداد الموضوعات و المشاركات و سيزداد الكتاب في المنتدى، و سيحدث الرواج مع الاستمرارية.
خلاصة
الكاتب يجب ان يكتب محتسبا وجه الله.
الإبداع كالمخاض يحتاج له المبدع أكثر مما يحتاج له المتلقي.
الردود أمر طيب و مشجع و يجب ألا نحولها لمؤشر سلبي، يسبب لنا الإحباط أو يخلق العداء.
عدد الردود لا يجب أن يكون المؤشر الأوحد لإقبال زملائك على ما تكتب، و تقبلهم لك.
لايجب أن نجعل مقياسنا هو نفس مقياس الآخرين، فربما يكون هدفهم ليس نفس هدفنا.
الرد يجب ألا يكون واجبا على كل قارئ، و لا نشعرهم بعقدة الذنب و إلا سيفر أكثر المشتركين في المنتديات.
من يحتاج الخبرة أو المعرفة يجب ان يكون له مكان محدد، و بالتالى من يدخل يعرف أنه يجب عليه الرد.
الرواج لأى منتدى يأتي مع الوقت، و المثابرة و العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق