http://www.foreca.com/

22‏/02‏/2010

الدكتور البرادعي لا نعم لا لا ـ بقلم عادل صيام






الدكتور البرادعي لا نعم لا لا ـ بقلم عادل صيام
صندوق الاقتراع يحكم
و المستقبل يثبت

كل ما يتردد عن الدكتور البرادعي ، و سواء سيرشح نفسه ام لا هذا أمر نتركه للمستقبل، فإذا كان الدستور يسمح له، و هو يرى أنه كفؤ لخوض الانتخابات للرئاسة و يتقدم لها، سيكون الفاصل في الأمر هو صندوق الاقتراع،

و لكن الأمر هو مشكلة الحالمين بالتغيير على يد البرادعي أو غيره، و كأنهم يودون التغيير فقط لمجرد التغيير، فقط نريد أى شخص آخر، مجرد نكاية في الرئيس مبارك، و أنا لا أقول أن عصر مبارك كان خاليا من الأخطاء و التقصير، و لكنني لا أحبذ هذه اللهجة الناكرة لأى معروف، من رجل حكم البلاد كما يقول كل معارضيه لفترة طويلة، و يجب أن نعترف أنه جنب البلاد الكثير من المخاطر في ترات حرجة كثيرة ربما على حساب راحته هو و حساب ما يمكن أن يكتب له في التاريخ، فما أسهل أن يدفع مبارك بالبلاد لحروب، ويرسل زهرة شبابها هنا و هناك، و هو لن يكون في أرض المعركة، و لن يرفع السلاح فهو في موقع القيادة بعيد عن كل أذى، و لكنه جنب الكثير من الأمهات و الأزواج أن يقفدن رجالهم.

لا أعرف حقيقة ألم يكن البرادعي خلال سنين طويلة في منصب كبير يسمح له بلقاء الرئيس مبارك و الجلوس معه و مقابلة كل أفراد الحكومة على كل المستويات، فلماذا لم يقدم لهم النصح أو يقدم مشروع تطوير، كما يود أن يعمل عندما يصبح رئيس، المشكلة أن الكل يظن أن منصب الرئيس هو العصا السحرية التى ستتمكنه من تغيير الواقع.
و افراد الشعب المخدوع يظنون أن البرادعي او أيمن نور سيأتون فجأة ليفتحوا خزائن جنات النعيم، و يعطونهم من هذه الخزائن، و هذا وهم، إذا كانت لهم مقدرة على التغيير أو المشاركة في حل مشكلات، أو سد جوع الناس لعملوا مثل ما فعل سيدنا عثمان الخليفة الثالثة عندما داء عام الرمادة، قدم ما لديه من مال و أطعم الشعب الذى يحكمه خليفة آخر، و لم يطلب من الخليفة أن يتنحى عن الحكم لأنه هو الذى كان لديه الحل، و حتى في عهد سيدنا يوسف، كان هو القادر على الحل، لأجتياز البلاد المجاعة المرتقبة، و لم يطلب من الناس أن يجمعوا له التوقيعات، لتنحية الملك و يحصل هو على الحكم، بل مجرد أن عرف بالمشكلة، تقدم و أعلن محاولته للاصلاح و تقديم العون، تحت لواء الملك الفعلي للبلاد.
أنا أشفق على الرئيس مبارك من مسئوليات حكم بلد بهذا الحجم نظرا لتقدمه في العمر، و لكني لا أري أن يخرج من الحكم بهذا الشكل الانقلابي الذى يودون أن يسبغوه بالديمقراطية المسماة انتخاب، و لكن هذا ليس بمستغرب على كل من تشبعوا بالإعلام القائم على تكسير الرموز، فببساطة أنت سيسمح لك ضميرك أن تقول لأببيك تنحى عن أبوتي لأنك صرت كبير السن، و لأنني مللت من سيطرتك على خلال ثلاثين سنة، لمجرد أنك وجدت أن هناك رجل آخر في البيت المجاور يعرض عليك عروض براقة، و يعدك بمستقبل في الغالب سيكون كاذب.

الحديث عن شخصية البرادعي و ثقله السياسي

أى ثقل الذى نتحدث عنه، هناك فارق كبير جدا بين أن تكون رجل ثري، و أن تكون مدير بنك، فمدير البنك ليس بالضرورة أن يكون ثريا، و العاملين في المنظمات الدولية، هم مديرين للبنوك، هم يذهبون و يجيئون و يتحركون، و الكاميرات و الجرائد تكتب عنهم، و لكن الثقل هو ثقل المنصب، لكن هم أنفسهم كشخصيات يكتسبون هذه السمعة من خلال الموقع، و لكن بدون هذا الموقع هم لا يستطيعون أن يفعلوا شيء، ناهيك عن أنهم يعلمون على التصرف بسياسة و عقلية الدول المسيطرة و التى تملي عليهم ما يعملونه حرفيا، فلا خبرة و لا غيره يتصف بها اى من أصحاب هذه المواقع، فهم مجرد منفذين لأوامر غيرهم و إذا حادو قيد أنملة عن تلك الأوامر يتم تنحيتهم من مناصبهم بكل بساطة، و يأتي غيرهم، من حيث لا ندري بلا كاريزما و لا خبرة، و نجده في المنصب و تبدأ الأخبار تتحدث عنه، و الكاميرات تلاحقه، و هو يقوم بنجاز سياسة المنظمة.

و في النهاية كما قلت هذا السيد الموجود في المنصب هو كمدير بنك، و لكنه ليس صاحب مال هذا البنك، بل ربما يكون من ضمن ممولي البنك أى ثري لا نعرف عنه شيء، و لا تلاحقه الكاميرات في كل مكان، و هو الذى يصدر أوامره لمدير هذا البنك.

أنا لا أنكر ما يبذله أصحاب المناصب في المنظمات الدولية من مجهود، و لكنه مجهود الموظف القائم على تنفيذ الأوامر حرفيا، هو لا يخلق سياسات، و لا أهداف بعيدة المدى، و لا أى شيء، هو ينفذ الأوامر، و لكن الشعوب المسكينة، تتأثر بما يتكرر عليها من أخبار في الإعلام و يظنون أنهم أصحاب كاريزما و أنهم أصحاب عقول فذة، و أنا لا أود أن أصدم الناس و لا أصطدم معهم و لكن أو أن أقر حقيقة و هي أن أى من هؤلاء الموظفين له عبقرية في تنفيذ سياسات أعده غيره.

و إذا حظى بالشهرة نتيجة لمنصبه، فهذا لا يعني إلا ان سيوفر على نفسه بعض الدعاية لتعريف الناس بمنتجه و لكن قد يكون هذا المنتج مطابق للمواصفات المطلوبة، فمن الممكن أن أكون أنا أو أنت او أى مواطن عادي جدا لا يحظي بأي شهرة و لكن لديه القدرة على صياغة سياسة حكيمة، و لكن لمجرد أنه لا يحظى بشهرة، فهو لن يجد من يؤيده.

أمر آخر ان الحصول على الجوائز الدولية أو حتى جائزة نوبل، لا يعني الكفاءة السياسية، و حتى لا يعني، كفاءة الفرد المطلقة في الفرع الذى نال فيه هذه الجائزة، بقدر ما يعني أنه قدم ما تقبله اللجنة القائمة على منح الجائزة، و أنا هنا لا أطعن في كفاءة أى حاصل على جائزة نوبل، و لكن أقول انه قد يكون هناك من هم أفضل مثلا من نجيب محفوظ في الرواية العربية، و لكن محفوظ قدم شيء تقبله اللجنة المانحة للجائزة لذا فقد نال الجائزة، و هذا لا يعني أني أقلل من حجم الكاتب نجيب محفوظ.

و أى جائزة أخرى في أى مجال و أى عصر لا تمنح إلا بهذا المعني، و هذا لا يعني أن حصول الأستاذ الكبير نجيب محفوظ غفر الله له على جائزة نوبل، و أنه كان يحظي بالشهرة أن يكون مؤهلا لقيادة بلده.

و إذا تحدثنا عن المشاهير الذين لديهم رؤي سياسية، و يعيشون في قلب الوطن و يشعرون بنبضه فهناك مشاهير كثيرين، هناك الفنان نور الشريف، و كانت له تجربه من قبل في الترشح لمجلس الشعب نائبا، حقا لم يصل للمنصب لكنه رجل له رؤية، و هناك الشاعر فاروق جويدة، رجل مشهور وله رؤية سياسية.

و كل هذا لا يعني أنني أقول ان هؤلاء افضل من السيد محمد البرادعي أو السيد عمرو موسى أو السيد أيمن نور، و لكن بما أننا نتحدث عن المشاهير، فليكن للجميع الحق في ذلك.

أما من هم من غير المشاهير، فنصف من أعرفهم يتمنون أن يصبحوا رؤساء لمصر، و بكل أسف أغلبهم يظنون أن منصب الرئيس هو عصا سحرية لحل المشاكل.

و لا أعرف ما الذى يقصدونه عندما يتهمون أحد المسئولين باستغلال النفوذ، فإذا كان الكل ينتظر نفوذ الحكم، ليحقق التغيير ألا يكون هذا المعني، مطروحا على الكل، فانا انتظر أن أصبح رئيسا لكي أستغل نفوذي كرئيس و أعين من أراهم صالحين للوزارة، و استغل نفوذي لأنفذ ما أحلم به للبلد، أو لغير البلد، ففي هذه الحالة أنا الحاكم و ما أراه هو الصواب.

لكن السؤال الحقيقي، هو لماذا لم يحاول هؤلاء السادة الذين يزعمون أنهم قادرين على القيادة ان يعملوا أى نوع من التغيير سواء بعمل مشاريع، او بتقديم النصح مثلا للقيادة الحالية، و الأصرار و الالحاح على التغيير.

أنا شخصيا لدي صديق يحسن قيادة اسرته المكونة من ثلاث أطفال و وزوجته، و لا يعرف كيف يدير ميزانية هذا البيت الصغير، و لكنه يقول: " أما لو بقيت رئيس للبلد دي " و أنا اتعجب أنت تكل من قيادة مسئولية خمسة أفراد أنت ذاتك منهم، و تظن أنك قادر على قيادة مئة مليون، و التعليل البديهي لديه هو تلك العصا السحرية التى يحصل عليها مع المنصب، يرى ان كل المشاكل ستحل بمجرد أمر منه لأنه الرئيس، و لا أعرف ان كان هذا يعني ديكتاتورية أم لا.

كل المعارضين للنظام الحالي، يطالبون بالتغيير، و هم في سعيهم لتحقيق ذلك قد أغلقوا قلوبهم و عيونهم عن أى تغيير أو أصلاح حادث حاليا، أنا لا أقول ان البلاد جنة و انها لا توجد مشاكل، ولا يوجد تقصير في الأجهزة، و لا يوجد ظلم، و لكن هذا موجو، في كل دول العالم، حتى الدول المتقدمة جدا.

بل ان الظلم و عدم الرضا موجود في كل العصور، حتى عهد النبوة و عهد الصحابة، كانت فيه الطبقية، مع وجود المساواة في الحقوق و الواجبات، كان الغني و الفقير، و العامل و صاحب العمل، و من يتقاضى أجر كبير، و من يتقاضي مليمات، هذا الموجود في مصر الآن موجود في كل دول العالم، و موجود في كل العصور، و هذا لا يعني الا نسعى للأفضل.

و لكن ما أود أن أؤكد عليه، ان السعي لا يكون بتكسير الرموز، و لا بتغيير القيادات لمجرد عدم رضانا عنهم، من قال أن القادم سيرضي الجميع، أو حتى سيرضي الأغلبية، إن هذا وهم حقيقي، حتى الحكام الذين اشتهروا في التاريخ بالعدل كانت في ايامهم بعض التقصير.

و أنا لا اشبه الرئيس مبارك بأى من حكام التاريخ و لا اشبه غيره به، و لكني التمس له العذر، و الكل يتعجل الانتخابات الانتخابات، و هو ذاته قال انه يفكر في أمور أخرى الآن و عندما يحين الموعد سيقول ما ينويه، و لا أعرف لماذا أصبح بداخلنا التكذيب الدائم لمن يحكمنا، و هذا أمر أصبح على كل المستويات، فالمرؤس يكذب رئيسه، و التلميذ يكذب مدرسه، حتى الزوجة تكذب زوجها، و الأبن يكذب الأب، أصبح السائد إذا قلت لك إنني لا افكر في هذا الآن يعني إنني أكذب عليك و إنني قد فكرت وقررت و لكنني أخفي عليك قرارى لأنك عدوي و لا بد أن أخفي عنك نواياي، و هم يسالونه لم لم تتخذ نائب، و هو حر اليس رئيسا، و يسمح له القانون بذلك، هو حر الا ترون أنه من الديمقراطية أن تتركوه يفعل ما يريد، و هل سترشح ابنك، قال أن هذا غير مطروح و بالتالى الكل لا يصدقه، و سواء كان هذا ما بداخله أم لا، فعلينا ان نثق بعض الشيء في أنفسنا و في أننا نستحق حاكم يحكمنا بالعدل، و يكون صريحا معنا، لو صدقنا هذا لكان لنا ذلك، لكن الزوجة التى لا تثق بنفسها و ترى أن زوجها يكذب عليها لابد أنها لن تحظى بزوج صادق، و العامل الذى لا يصدق رئيسه لابد سيأتي الوقت الذي يمل فيه الرئيس من هذا العامل و لا يقول له شيء. و لكن علي أن أثق في نفسي بداية أنني استحق أن من يحكمنى أو يقودني يقول لى الحق، و بالتالى سأحظى بذلك، و إذا أردنا أن يكون لنا حاكما في نفس عدل عمر بن الخطاب فهذا ليس بالمستحيل، فقط علينا ان نكون نحن مثل الصحابة الذين كانوا حول عمر بن الخطاب.

و أنا أقول لكل الحالمين بالتغيير إن غدا لناظره قريب، فسواء تم تغيير الحاكم بالانتخاب أو بأى وسيلة أخرى لا قدر الله، سيأتي حاكم جديد، و سنرى ما الذى سيقدمه. و لكنني رفقا بهم أقول لهم لا تتوقعوا الكثير حتى لا تنصدموا بأن كل الاحلام تحولت لكوابيس.

هناك 7 تعليقات:

خالد يقول...

يا دكتور صيام يعني انت موافق على الدكتور البرادعي و لا لأ
قول حاجة واضحة و النبي

خالد تاني هههههههه يقول...

يعني انت بتساوي بين الدكتور البرادعي و نور الشريف، و بعدين نجيب محفوظ مات على فكرة

خالد تالت ايه رأيك يقول...

أنته مش عاجبك البرادعي
و لا عاجبك أيمن نور
و واضح أنك مش محبذ أوي حسني مبارك و تقول نحيلة على المعاش مع شهادة تقدير و معاش محترم
طب مين اللى يمسك بقى

أنا مش خالد يقول...

ليه ما تشبه الرئيس مبارك بأى حاكم من التاريخ هو يعني عبرة و لا عجبة
مش فاهم ممكن توضيح

غير معرف يقول...

و لكنني رفقا بهم أقول لهم لا تتوقعوا الكثير حتى لا تنصدموا بأن كل الاحلام تحولت لكوابيس.

و الله صدقت، لكن أحنا زهقنا من كابوس طويل من 28 سنة

غير معرف يقول...

يا استاذ سيب لنا حتى الحق في الحلم

لولو يقول...

هوا حتى الحلم حام علينا