http://www.foreca.com/

28‏/02‏/2010

عادل صيام - لا لانتفاضة البرادعى




عادل صيام - لا لانتفاضة البرادعى

إن شاء هننتخب البرادعى لو رشح نفسه. نريد فقط التغييييييييير زهقنننننننننننننننا تعليق على احد المقالات المنشورة عن انتخاب البرادعي، و على الرغم انه لم يقلها صراحة انه سيرشح نفسه و على الرغم اننا ليس لدينا أي فكرة عن تصوره للمستقبل، و لا آليات تنفيذ هذا التصور، نجد من يقول نعم، على أى شيء نقول نعم.

هل هذه العقلية التى ستنتخب الدكتور البرادعي

هل تظنون ان البرادعي سيغير لكم بالعصا السحرية، قبل ان تطلبوا التغيير على يد البرادعي لابد ان تكونوا اتنم ذاتكم قادرين على التغيير و التغير، و ما أطلبه هنا ليس التغيير الذي يكون في صالح البرادعي، فقط لمساندته و عمل ما يريده من انتفاضة، تأتي به ليجلس على الكرسي.

و قبل أن تقول ننتخب بشكل عاطفي لابد كأى مواطن واع أن تنظر مثلا ما هو البرنامج الانتفاعي أقصد الانتخابي لهذا الشخص الذي ستعطيه صوتك، و البرادعي إذا كان صادقا معكم و مع نفسه، فلا يجب أن يحلم بتغيير آني، يحدث في الحال، يضاعف مرتبات العاملين خمس مرات علي سبيل المثال، فلا يوجد سياسي و لا رجل اقتصاد يقبل و لا يقدر على ذلك، فمخططات البرادعي يا سادة إذا تفاءلنا لها و إذا كان فيه مخطاطات حقيقية لن تؤت ثمارها قبل عشر و عشرين أو ثلاثين سنة، تكونوا قد مللتم منه و طابلتم بتغييره أو اغتاله أحد المعارضين.



ما يسري على الوطن يسري على الأسرة:
هل كل ما لا يعجبنا يجب أن ننتفض عليه و نغيره، هل الشخص في بيته يستطيع أن ينتفض على ولده الذي انجبه من صلبه و يغيره قلبا و قالبا، التغيير هو التغيير على كل المستويات، و انت كشاب غير قادر على تغيير طباع خطيبتك و زوجتك في المستقبل، و عندما تصبح زوجتك لن تستطيع أن تغير طبعها أكثر و أكثر، و إذا اردت الانتفاضة، فمن سيتحمل نتائج هذه الانتفاضة، هم الصغار الذين يعيشون بينكم، الأطفال في حالة الأسرة، و عامة الشعب في حالة البلد عموما، و عندما تنظر ما هو الحل في حال الأسرة ستجد أن الكل يقول أنه لابد من التفاهم حتى لا تكون الخسائر وخيمة على أحد الطرفين، و الخسائر الدائمة على الباقين، و أقصد هنا إذا طلق الزوجة زوجته و هذا سواء عن تسرع او بالفعل لأن المعيشة تعسرت فهناك أمر من اثنين، إما أن يدفع لها هو كل شيء من التزامات و غيره، و بالتالى يخسر الكثير ماديا، إلى جانب الخسارة الحقيقية في افتقاد دفء الاسرة، أو العكس تضطر هي أن تخلع زوجها لأنها لا تصبر على عشرته و لأنه نجح في ان يستفزها، و في كلا الحالتين تكون الخسارة الدائمة و المستمرة، هي على رأس الصغار، و هو نفس ما يحدث في الوطن، يتصارع الكبار، و ينال أحدهم من الآخر، و يخسر الصغار على طول الخط، و شلة المنتفعين هم نفسهم في كل حال.



نعم للتغيير البناء:
و نحن مع التغيير و لكن التغيير بالبناء و الحوار، لم لا يذهب البردعي و يجلس مع الرئيس مبارك و يتحدث معه، و ينخرط في الحياة الساسية مناضلا محاولا الإصلاح، بدلا من الهدم و الدعوة لانتفاضة، انتفاضة إما أن تجلسه على كرسي الحكم، إن لم يك فمنزله في فيينا ينتظره، ليعيش آمنا، و سيبقى كل من آزروه في مواجهة عدو لابد أن يكون شرسا معهم، فهم خارجين على القانون، و هذه الانتفاضة إن لم يكن فيها تكسير للمتلكات الشخصية لأناس كادحين، فمن المؤكد سيكون فيها تعطيل لمصالح الكثير من الناس، هل هناك انتفاضة بلا تكسير للسيارات و الاتوبيسات، و تعطيل للمرور، و إضراب علي سبيل المثال من قطاعات عامة في الدولة، تخيل ان زوجتك تحتاج للطبيب لتضع لك طفلك، و الأطباء في حالة إضراب، و المرور متوقف، و أنت تود ان تنقذ زوجتك و مولودك، لا أظن ان السيد لابردعي يمكنه في تلك الحالة أن يوفر لك طيارة خاصة تنقلك فيينا لتضع زوجتك مولودها و تعود ثانية.

نسأل الله ألا تصبح عادة:
و إذا كان السيد البرادعي يود أن يحصل على الحكم أو يطالب الناس بالانتفاضة حتى دون أن يقول صراحة أنه سيرشح نفسه للحكم، فمن المؤكد أن من جاء للحكم بانتفاضة سيخرج منه بانقلاب.
و جهاز الشرطة الذى يقول المعارضين للنظام، أنه لا يقوم بوظيفته، و أنا أقر ان به الكثير من العيوب فلا كما في هذه الدنيا، و أنظروا أحوال أوروبا من الداخل لكل من يأخذ منها مثالا أو يحلم بالهجرة لها، أو يظن أن الآت من الخارج قد تعلم أصول السحر و سيجعل الانهار تجري تحت رجليه. كل هذا لا حقيقة له. فإذا كنتم تودون التغيير مجرد ملل من النظام الحالى فأنتم تخدعون أ،فسكم قبل أن يخدعكم أي شخص.


الحاكم الجديد و خطط التغيير متى تؤت ثمارها:

و الحاكم الجديد لا يمكنه أن يحصل على نتيجة قبل سنوات طويلة، فالمشاريع العملاقة مثل الطفل الرضيع لا يمكن أن يصبح رجلا قويا إلا بمرور سنين طويلة، و لا أقول ان ما تم من مشاريع في خلال السنوات الطويلة السابقة كلها كانت جيدة، و لكننا في الدنيا، و مثلنا مثل كل من حولنا في العالم، هناك مشاريع جيدة و هناك فساد و هناك استغلال نفوذ، في كل بلدان العام، مع بعض تفاوت النسب، في المشكلة ذاتها، و تفاوت في القاء الضوء عليها من الإعلام الذى يتحرك بتوجهات، فيما ندر أن تكون خالصة لوجه الحقيقة أو لصالح المواطن.

يحضرني في ذلك مواطنة مهاجرة تتساءل هل حقا مصر أصبحت خراب، من الذى نقل لها هذه الصورة، و الذى اخافها حتى من الحضور و لو سياحة لمصر، إنه شخص مدفوع برغبة ملحة في قراءة صفحة الحوادث، و يرى في داخله شيء يتعاظم و يشعره بأنه يعرف أكثر من غيره، بأن يقابلك أو يقابل غيرك فيقول لك رأيت ما حدث في حي كذا في مصر، رأيت ما حدث، هنا رأيت ما حدث هناك.

و أنا أقول لها و لهذا الشخص يا أخي لو قرأت فقط صفحة الحوادث لأي مجتمع لما خرجت من بيتك على الأطلاق، و هو يقول ان التلاميذ في مدارس مصر يفعلون و يفعلون، و يخوفها على اطفالها ممن قد يصيرون زملاءهم لو عادة و عاشت في مصر، و هو قد لا يعرف الكثير من الحوادث مثلما التى تحدث داخل مجتمع متقدم متحضر مثل المجتمع الفرنسي، ففي فرنسا قتل المدرس علي يد تلميذه بعدد كبير من الطعنات، و إذا اردنا الرجوع للأخبار من الممكن أن احضر لكم المصادر و الجرائد التى نشرت ذلك، و في بلدان اوروبيه كثيرة يوجد من يغتصب فتيات صغيرات، و يوجد من يتم قتلهم و لا يستطيع البوليس التوصل للجاني، و يوجد من يتاجرون في المخدرات، و من يعملون في الدعارة، و لكن يا اخي إذا رجعنا إلى ملفات البوليس لوجدنا أن من يتم قتلهم و لا يتوصلون للجاني هم أقل بكثير ممن يقتلون و يتم القبض على الجاني، و إذا جمعنا عدد الجرائم كلها نجد انها مجرد جريمة في مجتمع بشري ليست ظاهرة، فليس كل مدرس في فرنسا يتم قتله على يد تلميذه بل هذه حادثة، و لأنها حادثة و أمر شاذ كتبت عنها الجرائد، و لأن الصحافة تعمل من منطلق الفضيحة الآن و من منطلق ان الخبر هو أن رجل عض كلبا و ليس ان الكلب عض رجلا، فهم يتحدثون عن الأمور الشاذة ليضمنوا نسبة مبيعات وتوزيع، و ليتهم يلتزمون بميثاق شرف ككتابة جملة صغيرة مثل تلك التى تكتب على علب السجائر ان التدخين ضار جدا بالصحة أو أن التدخين مسئولية كل مدخن أو التدخين يسبب السرطان، أظن أنه على الصحف أن تلتزم بطباعة عبارة ملاصقة لكل خبر جريمة أو فضيحة أن هذه مجرد أمر شاذ و لذا نلقي عليه الضوء، و لكن في مقابل كل امرأة داعرة فهناك مئة ألف امرأة شريف، و في مقابل كل زوجة خائنة هناك آلاف و آلاف من الزوجات المخلصات.



جرائد المعارضة مجرد صحيفة حوادث:
و بكل أسف أن ما ينطبق من السياسة الاعلامية على الناحية الاجتماعية، هو ذاته ما ينطبق من سياسة صحف المعارضة على الحزب الحاكم، فهي لا تذكر أى جانب إيجابي في أي شيء طوال تلاتين سنة، هل يعقل أن رجل يظل في جالسا على الكرسي ثلاثين سنة لا يتحرك منه، و لا يفعل سوى أخطاء، بافلع هناك أخطاء، و لكن لابد أن بجوارها بعض الايجابيات، فما أن تقول ان فلان من الحزب الحاكم عمل عمل خير، حتى تجد نفسك قد صنفت من حزب أعداء الوطن و العملاء، و اللى بياخدوا فلوس من كل حدب و جدب، و هناك الكثيرين الذين لا ينالون أى أجر من مناصرة الحاكم، و لا حتى يرون فيه أملا حقيقيا بوضعه الحالى، و لكن خوفا منهم على الأمهات و الأطفال و العجاز الذين ستصيبهم الفاقة بما قد يثيره الراغبين في التغيير السريع الذى يؤتي ثماره لهم هم كأشخاص، فما ذنب امرأة يضيع زوجها في انتفاضة او طفل ييتم لأن والده داست الاقدام.



دور الكبار تجنيب الصغار ويلات تناحراتهم:
أنتم كبار و قد صارت الدنيا و البشرية كلها على ان هناك من يقودون الناس، فقودوهم و لكن لا تجعلونهم وقودا لمعارك تصب في مصالحكم الشخصية، إذا أراد أيمن نور او البرادعي، او أي شخص له نشاط سياسي أن يغير فليجلسوا سويا، و ليتحدثوا مع من في يده الحكم الآن و هم مخلصين النية لوجه الله تعالى أن و يحاولوا الوصول لصيغة لإدارة البلاد، و أنا بحق و بنية خالصة أتاساءل أين كانت توجهات الدكتور البرادعي، و أحلامه لمصر طوال فترة عمله السابقة، و هل التقي بالرئيس مبارك و قال له أى ملحوظات أو أى تصور عن أمله في المستقبل للبلاد، كناصح و كصديق، و كرجل لديه الفرصة أن يقابله، أنا شخصيا لو قابلت الرئيس أنا وضع يسمح لى الانفراد به و التحدث معه، سأحاول أن أعطيه تصور عن مستقبل البلاد، و لن أدخر هذا التصور فقط لو أصبحت رئيسا أنفذه أنا و إن لم أصبح رئيسا، فلتغرقوا أنتم و بلادكم، سامحونى أنا لا أصور أى من السادة على أنه أناني أو أنه لا سمح الله يبخل بخبرته، و ثقله و يراهن به على أعلى المناصب و إلا فلا، فرحم الله خالد بن الوليد كان قائدا للجيوش و محققا للانتصارات، و جاءه خطاب بعزله من القيادة، فلم يقل لا إن الجند معي و في مقدوري بثقلي و ما لدي من نفوذ و علاقات مع غيري، ان أزيحك من مكانك أيها الحاكم، بل قال أنا في موضع القيادة أو في صفوف الجند أخدم نفس الفكر، أخدم الله و رسوله لنفع البشر،

أظن أن كل من هم على الساحة السياسية التى يحاول الإعلام تصويرها بالملتهبة أن يضعوا الله في حساباتهم، و أن يعملوا على التغييرمع الأخذ في الاعتبار أن يجنبوا عموم الشعب تناحراتهم من أجل الحصول على السلطة.


التضحية واجبة على كل مواطن و لكن :
من الممكن أن أقبل ان تضحي الزوجة بزوجه و أن يضحي الأب بابنه لمواجهة عدو خارجي مغتصب، و لكن أن تتناحر قوى داخلية لمجرد الحصول على الحكم، و تود أن تدفع بالناس كوقود لمعاركهم. فلا أظن ان هذا قد يؤتي ثمار على أى مستوي.

ليست هناك تعليقات: