جورج أبيض
اللبناني الذى عشق مصر و خدم تونس
فنان من الفنانين الأوائل سيرته الشخصية تثبت أن التعاون بين البلدان العربية هو السبيل للتقدم في هذه المنطقة، فها هو هذا الفنان يأتي من بلد ليلد آخر و يعيش فيه، ثم يسافر إلى أوروبا على نفقة خديوي مصر، و من ثم يعود يعود لمصر، ثم تستعين به تونس لتكوين فرقة مسرحية، هذا هو جورج أبيض مثل حقيقي على التكافل بين بلدان المنطقة.
ممثل مسرحي لبناني ، اسمه جورج إلياس أبيض ولد في بيروت بلبنان، في يوم واحد يناير1880 حصل على دبلوم التلغراف 1897 ثم هاجر إلى مصر وتم تعيينه ناظرًا لمحطة سيدي جابر بالإسكندرية عام 1898. انضم إلى جمعيات التمثيل العربية والفرنسية بالإسكندرية ، وفي يوليو 1904 سافر جورج أبيض إلى فرنسا لدراسة التمثيل على نفقة الخديوي عباس الذى أعجب به . بعد مشاهدته لعرض أحدى مسرحياته باسم "برج النيل".
في فرنسا التحق بالكونسرفتوار فتعلم الموسيقى على يد الفنان سيلفان ثم عاد إلى مصر على رأس فرقة فرنسية عام 1910 حيث قدمت حفلين موسيقيين ناجحين بالإسكندرية والقاهرة . حيث مثل خلالها "لويس الحادي عشر" و " ترتوف" "الأب ليبونار".
دار الأوبرا يوم 19 مارس 1912 تم افتتاح فرقته العربية بعد أان حل فرقته الفرنسية و قامت هذه الفرقة برعاية من سعد زغلول باشا الذى كان وزير للمعارف المصرية في هذا الوقت و الذى قام بتوجيه السيد عبد الرازق عنايت لدعم الفرقة ماديا حيث كانت هناك منافسة قوية بينها وبين الفرق المسرحية الأخرى مثل فرقة منيرة المهدية وفرقة عبد الرحمن رشدي وفرقة عكاشة وفرقة يوسف وهبي وفرقة فاطمة رشدي.
وقدمت فرقته المسرحية مسرحيات عالمية : "تاجر البندقية" و "ترويض النمرة" و " تيمور لنك" و"الساحرة" و "العشرة الطيبة" و "الشعلة" و "العرائس". ومن المسرحيات المحلية "صلاح الدين وملكة أورشليم" وأبطال المنصورة و"الحاكم بأمر الله" و "إخناتون أو نبي الفراعنة" و "الهاواري" و "حور محب" "عاصفة على بيت" و "سفينة نوح" "البدوية". مثلت فرقة جورج أبيض مسرحيات اجتماعية عديدة مثل "مصر الجديدة ومصر القديمة" لفرح أنطون عام 1913. و "أسرار القصور" وباسم القانون" لعباس علام وعاصفة في بيت "لأنطوان يزبك" والكثير من مسرحيات موليير " لشيخ متلوف" و"النساء العالمات" و "دون جوان" و "مدرسة الزوجات".
في عام 1921 سافر إلى تونس بدعوة من حكومتها التى استعانت به لإنشاء فرقتها القومية.
تم تعيين جورج أبيض مشرفًا على فرقة اتحاد الممثلين عام 1934 في مصر ، وفي عام 1935 تم إنشاء الفرقة القومية المصرية . حيث انضم إليها جورج أبيض مع زوجته دولت أبيض وأسندت إليه بطولة مسرحيات عديدة منها "أهل الكهف" و"الملك لير" و "الشعلة المقدسة" و "أوديب الملك" و "عطيل" .
و بعد أن أحيل للتقاعد انتخب جورج أبيض عام 1942 أول نقيب للممثلين، ثم عين أستاذًا للتمثيل والإلقاء في معهد فن التمثيل عند افتتاحه عام 1944. وعمل به حتى وفاته. وحصل على رتبة الباكوية من الدرجة الأولى عام 1945. وفي عام 1952 عين مديرًا عامًّا للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى، لكنه استقال بعد حوالى عام لظروف متعلقة بحالته الصحية.
. قدمت فرقته أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفه طوال عشرين عاما.
كان من رواد السينما حيث قدم أول فيلم غنائي مصرى و هو فيلم أنشودة الفؤاد عام 1932.
و قام بالتمثيل في أفلام قليلة ، حيث كان يؤمن بأن دور المسرح أقوى ، لدرجة أن فيلمه " أنا الشرق" هو تصوير لإحدى مسرحياته على خشبة المسرح.
ظل جورج أبيض يعمل بالتدريس في معهد الفنون المسرحيّة إلى أن نقلوه منه مريضاً حيث لزم الفراش إلى أن وافته المنية يوم 25 أيار عام 1959م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق