http://www.foreca.com/

24‏/02‏/2010

ردا على أسئلة الاستاذ محمد شكري ـ بقلم عادل صيام




ردا على أسئلة الاستاذ محمد شكري ـ بقلم عادل صيام

إلى من لم يطالع المقالات السابقة أقول ان الأستاذ محمد شكري كان قد كتب مقالا قويا، يطالب فيه العالم العربي بأشياء، و قد قمت بالرد على مقال حضرته بمقال آخر، لم يكن مقالى أعتراضا على مقاله، بقد ما كان توضيح لوجهة نظري في مطالبه. مع خالص احترامي الدائم لوجهة نظر كل شخص، و رؤيتي أن ما دامت هناك حرية في الكتابة فليكتب كل شخص ما يراه، و من يري غير ما كتب فليرد عليه برد كتابي على مستوي نفس الرؤية و التحضر، و بالفعل كتبت ردا على ما قاله الأستاذ محمد شكري، و قد تفضل حضرته مشكورا بالرد على ما كتبته أنا، و في السطور التالية الفكرة العامة لرد لسيادته، و قدر رأيت أن رده يستحق الرد عليه لذا أكتب الآن
يقول الاستاذ نحند شكري في رده:
"أستاذي الكريم إلى متى سنظل نلجأ إلى الغرب نشكو له ظلم إسرائيل وظلمه هو أيضا لنا ؟ إذا الحال لا يتغير سواء علينا أجزعنا أم صبرنا أشكونا أم لم نشك فيكن في نظري صاعنا مقابل ألف صاع غربي وصهيوني المهم ألا نستسلم استسلام الضحية للجلاد . إذا كان لا بد من الموت فماذا الخوف ؟
أخي الكريم كان على دولة الإمارات الشقيقة أن تخصص فرقة من مخابراتها لحراسة القيادي الشهيد المبحوح . فهل يعقل أن يترك رجل في مثل حجمه في كف عفريت ؟ وهل الغرب بعدما ثبت بالدليل أن المخابرات الصهيونية استعملت جوازاته أن يتلكأ في تطبيق القانون ؟ ماذا لو كان الضحية صهيونيا وكانت المخابرات عربية أكان الغرب سيسكت سكوت الشيطان الأخرس؟"

كما هو واضح فقد صاغ الرجل ما يريده على هيئة اسئلة واضحة و محددة و هذا يسهل علينا، بل و يوجب علينا أن نوجد ردود لهذه الاسئلة، خاصة و أنها اسئلة هامة.

السؤال من الاستاذ محمد شكري: إلى متى سنظل نلجأ إلى الغرب نشكو له ظلم إسرائيل وظلمه هو أيضا لنا؟

الرد من عادل صيام: سيدي الفاضل سنلجأ إلى الغرب دائما و أبدا، إلى أن يصبح لنا اتحادا عربيا كما لهم اتحادا اوروبيا، أو إلى أن تصير بلداننا العربية الولايات العربية المتحدة، كما يوجد الولايات الامريكية أو الإسرائلية المتحدة سمها ما شئت.

السؤال من الأستاذ محمد شكري: إذا كان لا بد من الموت فماذا الخوف ؟

الرد من عادل صيام : استاذى لا يوجد أي خوف من الموت، فالموت آت لا محالة، من يموت و هو مجند بالجيش يموت، و من يموت في ساحة الوغا يموت، بل أن من يموت في أجل قضية، قد يدفن لكنه لا يموت، لأن جسده هو الذي يدفن لكن فكره و ذكراه تظل خالدة بين البشر، و الخوف لا يمنع الموت، رضي الله عن القائد و الصحابي الفذ خالد بن الوليد،حيث يقول لنا و هو يودع دنيا البشر أنه لم يسلم من جسمه جزء إلا و فيه اثر لجرح لما لاقاه في الحروب لكنه في النهاية مات عندما شاء الله له و كيفما شاء سبحانه، فالخوف لا يؤخر الموت.

السوال من الأستاذ محمد شكري: أخي الكريم كان على دولة الإمارات الشقيقة أن تخصص فرقة من مخابراتها لحراسة القيادي الشهيد المبحوح . فهل يعقل أن يترك رجل في مثل حجمه في كف عفريت؟

الرد من عادل صيام : نعم كان لابد لهم أن يتخذوا المزيد من الإجراءات الأمنية، و الدليل على أن الأمن لم يكن كافيا، هو أنه قد حدث ما حدث، و نال السيد المبحوح الشهادة، و لكن كما قلنا من قبل، أن يكون التقصير عن نوع من عدم إدارك حجم و خبرة العدو أمر، يجعلنا نتهم صديقنا بالإهمال، لكن لا يجعلنا نتهمه بالتواطؤ مع هذا العدو.


السؤال من الاستاذ محمد شكرى : ؟ وهل الغرب بعدما ثبت بالدليل أن المخابرات الصهيونية استعملت جوازاته أن يتلكأ في تطبيق القانون ؟ ماذا لو كان الضحية صهيونيا وكانت المخابرات عربية أكان الغرب سيسكت سكوت الشيطان الأخرس؟"

الرد من عادل صيام : لقد اوردت السؤالين سويا لأن ردهما مرتبط ببعضه، سيدي الفاضل، إن تصورنا عن الغرب، أنه رمز المساواة و رمز المثالية، تصور يتجنبه الكثير من الصواب، فالحركة في الغرب بالفعل بطيئة في كثير من الميادين، و لكن ما يجعله يبدو لنا جيدا، أن التحرك في بلدان الشرق أكثر سوءا بكثير، السؤال هنا كم يسألنا من يريد الهجرة إلى أى بلد فيقول لك ما رأيك في الحياة في فرنسا، فتجد من يقول أنها جميلة و أنها نظيفة، و أن الناس فيها يتسمون بعدم التفرقة العنصرية، و أن العلاج فيها مجاني، و أن رعاية الأطفال في المدارس على مستوي عالي.

و يحزنني أن أصدم أى متلقي لهذا المعلومات و أقول أن كل هذا ليس صحيح، فالغرب فيه الكثير من العيوب في كل هذه الميادين، لكن هذا الذى يجيبك بأن كل شيء جيد، هو قد خالفه الصواب لأمر بسيط جدا، هو أنه يقارن مثلا بين هذا البلد الغربي الذى يتحدث عنه، و بين البلد العربي القادم منه.

و على هذا فالكثير من القضايا التى تحدث على الأراضي الغربية، يحدث فيها الكثير من التأخير، و العيوب موجودة في كل الميادين، و لكننا عندما نقارن يجب أن نقول أن فرنسا مثلا أفضل من مصر أو سوريا أو في كذا و كذا، لكن فرنسا ليست جنة و لا يوتوبيا، و أنا هنا لا أقصد فرنسا بعينها و لا مصر أوسوريا بعينها.

و على هذا فالتأخير في الأجهزة الأوروبية، هو شبه عادة طبيعية مثلما هو عندنا، و لكنه أقل مما يحصل عندنا، و عدم المساواة هو أمر حاصل عندهم كما عندنا، و ابن الغني يعالج أفضل من أبن الفقير، و المسن الغني يلقى عناية أفضل ألف مرة من المسن الفقير، لكننا يجب أن نقول هذا و نحن نضع في اعتبارنا أن هذا الفقير، ي بلاد الغرب يلقى رعاية أفضل من الفقير في الشرق، و لكنها ليست الرعاية المثالية التى قد يظنها البعض.

و بالتالى فسؤال حضرتك ماذا لو كان الفاعل هو المفعول به و المفعول به فاعل، هل سيتغير رد فعل الغرب، بالتأكيد سيتغير رد فعلهم، و لعدة أسباب آخرها هو التواطؤ المباشر، أو قد يسقط منها تماما هذا التواطؤ، و للنظر لماذا سيتغير موقف الغرب إذا حدث العكس، أول شيء أن الغرب كما قلت تعاهده هو تعاهد شيطاني، فهو يتعاهد مع الأقوياء، و لا يلقي بالا للضعفاء، حتى هؤلاء الضعاء الذين هم من بني جنسه، فكما قلت لك أن المواطن العادي إذا وصل لسن المعاش و لم يكن قد ادخر ما يضمن له معيشة كريمة، فسيجد نفسه في اسوء حال، و لن يجد مم يرعاه، و كل ما يقال عن اجهزة البلاد الأوروبية التى تقدم خدمات للمحتاجين، و رعاية للمسنين، هو مجرد عناوين رئيسية جذابة، لكن داخل هذه العناوين تجد الكثير من الاخطاء، و الكثير من الذل و المهانة، لمواطن خدم البلاد طوال عمره، لكنه صار ضعيفا، فما البال لو كان هذا المواطن هو ضعيف من بلد ضعيف، و هم يعلمون أنه لو أقدم على أى شيء يقدرون أن يكيلون له الصاع ألف صاع، فهم لا يهتمون.

ماذا لو كان الضحية من الطرف الآخر، بالتأكيد سيكون رد الفعل مختلف ببساطة لأن الطرف الآخر قوي، قوي بكل المعايير، فأنا أود أن ارسم لحضرتك صورة مبسطة، ماذا لو حدث أن قام اليهود مثلا في بلد أوروبي بالإضراب عن العمل لن أقول لك أنهم سيلجأون لأى رد فعل عنيف، إن هذا الأضراب سيكلف الحكومة الكثير من الخسائر، لماذا الخسائر، و ستتوقف الكثير من الخدمات، فأكثر المحاسبين منهم و الصيادلة و العاملين في مكاتب حكومية منهم، وبكل اسف هم يعملون عن جدارة بهذه المواقع ببساطة لأن ايهود يعملون في كوادر و أماكن تؤدي خدمات مباشرة للمجتمع و مؤثرة في سيره، و السؤال المقابل، ماذا لو حاول العرب ان يتجمعوا و هذا أمر ليس بالسهل و يقوموا بإضراب، ما هي النتيجة، سيكون التأثير و الخسائر أقل بكثير جدا، لماذا ببساطة لأن أكثر العرب لا يعملون، بل يعيشون على معونات البطالة ـ إلا من رحم ربي من كوادر عالية الهمة ـ و التى تمثل مليمات بالنسبة لما يحتاجه الفرد للحياة الكريمة، و من يعمل منهم فهو يعمل في مجالات غير مؤثرة بشكل مباشرعلى المجتمع. و أنا هنا أتاحدث عن الشريحة العريضة من المواطن العربي، و لا يمنع الأمر أن هناك قلة نادرة تعمل بنجاح.

و بالتالى فإن الحكومات التى كما قلنا من قبل لا تتعاهد سوى مع القوي، سيكون تحركها مختلف تماما، إذا تبدلت المواقع و صار المجني عليه جانيا.

و أنا لا أريد أن نجتهد للموت، بل أن نجتهد للحياة، نتعب أنفسنا، و نكد و نكدح لكي نوجد لأنفسنا مكانة تجبر غيرنا على احترامنا، و لا أود أن ننقع تحت تأثير مقولات أنهم لا يتركون لنا فرصة، فالفرصة ليست منحة، الفرصة في الحياة شيء لابد أن نسعى و نجد له، و عندما نصبح جديدرين بها سنحصل عليها، و عندما نحصل عليها عن جدارة، سنغير وجه الحاضر و المستقبل.

عادل صيام ADEL SEYAM

ليست هناك تعليقات: